mero_3220 مفرفشاتى جديد
عدد الرسائل : 25 العمر : 37 الاسم : mero السن : 21 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: قرب رمضان ياباغى الخير أقبل و ياباغى الشر أقصر الجمعة أغسطس 24, 2007 8:18 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوانى فى الله إشهد الله إنى أحبكم فى الله وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و أن يستعملنا في ما يحبّه و يرضاه ... آمين ... آمين ... آمين
أخوانى فى الله أقترب شهر رمضان الكريم شهر الرحمة و المغفرة شهر القرآن والذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم . ) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 55 في صحيح الجامع
وقال الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة:185
و عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين ، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين ، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين ، فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين . رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
فنظرا لأهمية هذا الشهر الفضيل قمت بعمل هذا الموضوع الهام والذى يهم كل مسلم ومسلمة حتى نستطيع أن نتعرف على كيفية الأستعداد لهذا الشهر الفضيل و كيفية أستقباله وكيفية قضاء يومنا فى رمضان فى طاعة و الأخطاء التى نقع فيها فى أيام رمضان و الكثير والكثير من المواضيع الهامة والتى تخص هذا الشهر الفضيل
[color=red]كيف نستقبل رمضان ؟
ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات ، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها ، قال الله تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } [المطففين :26]
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية
الطريقة الأولى
الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية ، حتى تنشط في عبادة الله تعالى ، من صيام وقيام وذكر ، وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه أن يتقبله منهم .فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله ) رواه الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان .
الطريقة الثانية
الحمد والشكر على بلوغه : قال النووي رحمه الله في كتاب الأذكار ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة ، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى أو يثني بما هو أهله وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
الطريقة الثالثة
الفرح والإبتهاج ، ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول ( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم . ) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 55 في صحيح الجامع. وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه ، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات وتنزل الرحمات .
الطريقة الرابعة
العزم والتخطيط المسبق للإستفادة من رمضان ، الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا ، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة ، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة ، ونسيان أو تناسي أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ، فمنا من يقوم بتخطيط يومه على أساس مواعيد المسلسلات والفوزاير والأفلام و لكن يجب علينا التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات ، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى ، وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى .
الطريقة الخامسة
عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير ، قال الله عز وجل { فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } [محمد:21]
الطريقة السادسة
العلم والفقه بأحكام رمضان ، فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم ، ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد ، ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه ، ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى { فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [الأنبياء:7]
الطريقة السابعة
علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات ، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب ، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها ، فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب قال الله تعالى { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } .النور1
الطريقة الثامنة
التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والإطلاع على الكتب والرسائل ، وسماع الأشرطة الإسلامية من المحاضرات والدروس التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر فيقول في آخر يوم من شعبان ( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم . ) تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 55 في صحيح الجامع.
الطريقة التاسعة
الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه ، من خلال 1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لإلقائها في مسجد الحي . 2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي . 3- إعداد – هدية رمضانية – وبإمكانك أن تستخدم في ذلك الظرف بأن تضع فيه شريطين وكتيب ، وتكتب عليه هدية رمضان . 4- التذكير بالفقراء والمساكين ، وبذل الصدقات والزكاة لهم .
الطريقة العاشرة
نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة . ب- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر . ت- مع الوالدين والأقارب والأرحام ، والزوجة والأولاد بالبر والصلة . ث- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً ، قال صلى الله عليه وسلم « أفضل الناس أنفعهم للناس » تحقيق الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 3289 في صحيح الجامع
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر ، واستقبال المريض للطبيب المداوي ، واستقبال الحبيب للغائب المنتظر .
فوائد الصيام
* الصيام جُنَّة من النار
قال صلى الله عليه وسلم : « قال الله تعالى الصيام جنة يستجن بها العبد من النار وهو لي وأنا أجزي به .» . تحقيق الألباني : (حسن) انظر حديث رقم: 4308 في صحيح الجامع.
قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الجنة محفوفة بالمكاره ، و أن النار حفت بالشهوات ، فأذا تبين لك أيها المسلم أن الصوم يقمع الشهوات ويكسر حدتها وهى التى تقرب من النار ، فقد حال الصيام بين الصائم و النار
قال صلى الله عليه وسلم " من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض . " تحقيق الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم: 6333 في صحيح الجامع.
* الصوم جُنَّة من الشهوات
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشتدت عليه شهوة النكاح ولم يستطع الزواج بالصيام ، وجعله الله وجاء أى وقاية من هذه الشهوة ، لأنه يحبس قوى الأعضاء عن أسترسالها ، ويسكن كل عضو منها ، وكل قوة عن جماحها ويلجمها بلجامة ، فقد ثبت أن له تأثيرا عجيبا على حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة
فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوّج، فإنَّه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء » [أخرجه البخاري ومسلم].
* الصوم سبيل إلى الجنة
أخبرنا الربيع بن سليمان قال أنبأنا بن وهب قال أخبرني جرير بن حازم أن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي حدثه عن رجاء بن حيوة قال حدثنا أبو أمامة الباهلي قال قلت : ( يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به قال عليك بالصيام فإنه لا مثل له ) صححه الألبانى
* وفي الجنة باب لا يدخل منه إلا الصائمون
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إنَّ في الجنَّة باباً يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقال: أين الصائمون، فيقومون، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد » [أخرجه البخاري ومسلم].
* الصيام يشفع لصاحبه
فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله علبيه وسلم قال: « الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ ربّ منعته الطعام والشَّهوات بالنَّهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان » .
* الصوم كفَّارة ومغفرة للذنوب
فقد قال صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم].
[color:2691=red:2691]* الصيام سبب للسعادة في الدارين
فقد قال صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: « وللصائم فرحتان، فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [رواه البخاري ومسلم].
[color:2691=red:2691]رمضان شهر الدعاء
الحمد لله مجيب الدعوات وكاشف الكربات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، أما بعد
الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.
فإن شأنَ الدعاءِ عظيم، ونفْعَهُ عميم، ومكانتَه عاليةٌ في الدين، فما استُجْلِبت النعمُ بمثله ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.
ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وإليكم معاشر الصائمين هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله.
أيها الصائمون: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.
أما فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه، وأسرارُه فلا تكاد تحصر فمنها
* فالدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره، قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
* والدعاء عبادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة». رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، ورواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
* والدعاء سلامة من الكبر: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
* والدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله، «قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)». رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي وحسنة الألبانى .
* والدعاء سبب لدفع غضب الله، «قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَسْألِ الله يَغْضَبْ عَلَيْهِ)». أخرجه أحمدُ، والترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.
* والدعاء سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور
* والدعاء دليل على التوكل على الله، فسرُّ التوكلِ وحقيقتُه هو اعتمادُ القلبِ على الله، وفعلُ الأسباب المأذون بها، وأعظمُ ما يتجلى هذا المعنى حالَ الدعاء؛ ذلك أن الداعيَ مستعينٌ بالله، مفوضٌ أمرَهُ إليه وحده.
* والدعاء وسيلة لكِبَرِ النفس، وعلو الهمة؛ ذلك أن الداعيَ يأوي إلى ركن شديدٍ ينزل به حاجاتِه، ويستعين به في كافّة أموره؛ وبهذا يتخلص من أَسْر الخلق، ورقِّهم، ومنَّتِهِم، ويقطعُ الطمعَ عما في أيديهم، وهذا هو عين عِزِّهِ، وفلاحِه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله، ورحمته، لقضاء حاجته ودفع ضرورته؛ قويت عبوديتُه له، وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديتَه له فَيأْسُهُ منه يوجب غنى قلبه" ا.هـ.
* والدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عنِ الدُّعَاءِ)). رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
ومن فضائل الدعاء: أن ثمرته مضمونة بإذن الله. «قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلاّ آتَاهُ الله مَا سَألَ أَوْ كفَّ عَنْهُ مِنْ السُوءِ مِثْلَهُ مَا لَمْ يَدْعُ بإِثْمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)». رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني. و«قال صلى الله عليه وسلم: (يُسْتَجَابُ لأحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ)، قِيلَ: وَكَيْفَ يَعْجَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ، فَلَمْ يَسْتَجِبِ اللَّهُ لِي)». أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. ففي الحديثين السابقين وما في معناهما؛ دليل على أن دعاء المسلم لا يُهمل، بل يُعطى ما سأله إما مُعجلاً، وإما مُؤجلاً. قال ابن حجر رحمه الله: "كلُّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه". ا.هـ.
ومن فضائل الدعاء: أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة). أخرجه الطبراني وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ومعنى يعتلجان أي: يتصارعان، ويتدافعان.
والدعاء يفتح للعبد بابَ المناجاةِ ولذائذَها، قال بعضُ العُبَّادِ: "إنه ليكون لي حاجةٌ إلى الله، فأسأله إياها، فَيَفْتَحُ عَلَيَّ من مناجاتهِ، ومعرفتهِ، والتذللِ لَهُ، والتملقِ بين يديه ما أحب معه أن يؤخَّر عني قضاؤها، وتدومَ لي تلك الحال".
أيها الصائمون الكرام.. والدعاء من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، قال تعالى عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده: {قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}. فماذا كانت النتيجة؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ}.
ومن فضائل الدعاء: أنه مَفْزَعُ المظلومين، ومَلْجَأُ المستضعفين؛ فالمظلوم أو المستضعف إذا انقطعت به الأسباب، وأغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفع عنه مظلمته، ويعينه على دفع ضرورته، ثم رفع يديه إلى السماء، وبث إلى الجبار العظيم شكواه نصره الله، وأعزه، وانتقم له ولو بعد حين.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وحسبك أن ينجو الظـلــومُ وَخَلْفَهُ سهــامُ دعـاءٍ مــن قِسِـيِّ ركـــوعِ
مُـرَيَّشةً بالهـدب من كـــل ساهــرٍ ومـنـهـلــةً أطـرافـهـــا بـدمـــــوع
ويقول: أتـهـــزأُ بـالـدعـــاء وتـزدريـــه ومــا تـدري بمـا صنع الدعاءُ
سهامُ الليلِ لا تخطـــي ولكــــن لـهــا أَمَــدٌ وللأمـــدِ انـقـضــاءُ
وأخيراً: فإن الدعاءَ دليلٌ على الإيمان بالله، والإقرار له بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات؛ فدعاءُ الإنسان لربه متضمنٌ إيمانهَ بوجوده، وأنه غنيٌّ، سميعٌ بصيرٌ، رحيمٌ، قادرٌ، جوادٌ، مستحقٌ للعبادة دون من سواه.
اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، واقرن بالعافية غدوَّنا وآصالنا، اللهم انصر المجاهدين، وفرج هم المهمومين، ونِّفسْ كربَ المكروبين من المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
. | |
|